إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا logo اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) .
shape
لقاء إدارة التعليم
7638 مشاهدة print word pdf
line-top
ثمرة العلم العمل

ولكن يبقى علينا العمل بالعلم الذي هو ثمرته، فإن ثمرة العلم العمل كما قال ذلك كثير من العلماء.
وللخطيب البغدادي -رحمه الله- رسالة مطبوعة بعنوان: اقتضاء العلم العمل، يعني: أن العلم الصحيح يقتضي أن يعمل به من حمله، ويمتنع أن يحمله ثم لا يعمل به؛ فإنه يكون وبالا عليه، وحجة عليه، ويكون عذابه أشد مما لو كان جاهلا؛ فإنه لو كان جاهلا لكان معه نوع عذر، وإن كان غير معذور إذا تيسرت له وسائل التعلم، ولكن كونه يتعلم، ثم يعلم، ثم يفقه، ولكن مع ذلك يتأخر عنه العمل، فإن ذلك يسبب شدة المسئولية عليه، حيث علم ولم يعمل.
رُوِيَ في بعض الأحاديث أن فسقة العلماء يعذبون قبل عبدة الأوثان، فإذا قالوا: كيف نعذب قبل الكفار ؟ فيقال: ليس من يعلم كمن لا يعلم، يعني: أنتم تحملتم العلم، ثم عصيتم الله على بصيرة، وتركتم العمل به، وخالفتم الأدلة التي تعلمونها، والتي تعرفونها، ولم تطبقوا ما تعلمونه، أو ما تعلمتموه، فكانت الملومة والمسئولية، عليكم أكبر، هكذا ليس من يعلم كمن لا يعلم، وفي البيت المشهور الذي أنشده ابن القيم وقبله شيخ الإسلام قوله:
فإن كنت لا تـدري فتلك مصيبـة
وإن كنت تـدري فالمصيبـة أعظـم

فالخطاب مع من يخالف ما يقوله، أو ما يعرفه، وما يعلمه يعمل بخلاف ما يعلمه، فإن الخطاب معه أن يقال: إذا كنت تدري، ومع ذلك تخالف ما تقوله، فإنك أعظم عقوبة، وأعظم مصيبة، وأعظم مسئولية، حيث أنك تعلمت، ولم تطبق ما تعلمته.

line-bottom